2025/01/11
هَذَا أَبُوكَ، وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ»، فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ

2277 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُوعَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ، أَنَّ أَبَا مَيْمُونَةَ سَلْمَى مَوْلًى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَجُلَ صِدْقٍ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَارِسِيَّةٌ [ص:284] مَعَهَا ابْنٌ لَهَا فَادَّعَيَاهُ، وَقَدْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَرَطَنَتْ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ، زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اسْتَهِمَا عَلَيْهِ وَرَطَنَ لَهَا بِذَلِكَ، فَجَاءَ زَوْجُهَا، فَقَالَ: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أَقُولُ هَذَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي، وَقَدْ سَقَانِي مِنْ بِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ، وَقَدْ نَفَعَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَهِمَا عَلَيْهِ، فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا أَبُوكَ، وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ»، فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ

رجال السند:

1- الحسن بن علي الخلال.

2- عبد الرزاق, ابن همام الصنعاني, أبو بكر اليماني, ثقة, حافظ, مصنف.

3- أبو عاصم, الضحاك بن مخلد الشيباني, أبو عاصم النبيل, البصري, ثقة, ثبت.

4- ابن جريج, عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج, القرشي, أبو الوليد الأموي, ثقة فقيه فاضل.

5- زياد, ابن سعد الخرساني, أبو عبدالرحمن المكي, ثقة, ثبت.

6- هلال بن أسامة, القرشي, المدني, ثقة.

7- أبو ميمونة, الفارسي, من موالي أهل المدينة, ثقة.

شرح الحديث:

«قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ » أي: في مجلس فيه أبو هريرة.

« جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَارِسِيَّةٌ » من بلاد فارس.

« مَعَهَا ابْنٌ لَهَا » في صحبتها.

« فَادَّعَيَاهُ » أي: تخاصم فيه الأب والام.

«وَقَدْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا » فارقها بطلاق.

« فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ » تريد أن تحتكم إليه.

« وَرَطَنَتْ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ » تكلمت باللهجة الفارسية التي لا يفهمها غالب العرب.

« زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي » أي: ينتزعه مني.

«فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اسْتَهِمَا عَلَيْهِ» أي: اقترعا فمن خرجت القرعة باسمه أخذ الولد وكانت الحضانة له.

« وَرَطَنَ لَهَا بِذَلِكَ، » تكلم معها بالفارسية.

« فَجَاءَ زَوْجُهَا، فَقَالَ: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي » يعني: من هذا الذي يخاصمني, وينازعني في ولدي.

« فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أَقُولُ هَذَا » أي: من نفسي وإنما لدليل شرعي عندي.

« إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » ليبين لها قضيتها

 « وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ، » جالس عند النبي ﷺ .

« فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي،» يأخذه وينتزعه مني.

« وَقَدْ سَقَانِي مِنْ بِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ» يعني: أن ولدها صار كبيراً يأتي لها بالماء من هذه البئر .

« وَقَدْ نَفَعَنِي» أي: صار يخدمني.

«فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَهِمَا عَلَيْهِ» اقترعا عليه فمن خرجت القرعة باسمه أخذه.

« فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي» ينازعني ويخاصمني في ولدي.

« فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا أَبُوكَ، وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ» أي: اختر من شئت منهما, لأنه صار مميزاً يفهم من هو أنفع وأصلح له, وهذا الحكم عند أن رفض القرعة, وعدم الرضى بها.

« فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ» أي: اختار أمه.

« فَانْطَلَقَتْ بِهِ» أخذته إلى مكان إقامتها.

والحديث إسناده صحيح.

 

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1993