2304 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي بُدَيْلٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَا الْمُمَشَّقَةَ، وَلَا الْحُلِيَّ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ»
رجال السند:
- زهير بن حرب, البغدادي, أبو خيثمة النسائي, ثقة, ثبت.
- يحيى بن أبي بكير, سبق ذكره.
- إبراهيم بن طهمان, سبق ذكره.
- بديل, بن ميسرة العقيلي, البصري, ثقة.
- الحسن بن مسلم, المكي, ثقة.
- صفية بنت شيبة, القرشية, أم حجير, لها رؤية فقد رأت النبي صلى الله عليه وسلم.
- أم سلمة, زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح الحديث:
«الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا »أي: في أثناء عدتها.
«لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ »الثوب الذي صبغ بالعصفر وهو نوع من النبات له رائحة طيبة ولونه قريب للحمرة.
«وَلَا الْمُمَشَّقَةَ »أي: الثياب المصبوغة بالطين الأحمر.
«وَلَا الْحُلِيَّ » الجواهر من ذهب أو فضة.
«وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ» إلا للضرورة.
2305 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ الضَّحَّاكِ، يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ أَسِيدٍ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ زَوْجَهَا، تُوُفِّيَ وَكَانَتْ تَشْتَكِي عَيْنَيْهَا فَتَكْتَحِلُ بِالْجِلَاءِ، - قَالَ أَحْمَدُ: الصَّوَابُ بِكُحْلِ الْجِلَاءِ - فَأَرْسَلَتْ مَوْلَاةً لَهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَتْهَا عَنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ؟، فَقَالَتْ: لَا تَكْتَحِلِي بِهِ إِلَّا مِنْ أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ يَشْتَدُّ عَلَيْكِ، فَتَكْتَحِلِينَ بِاللَّيْلِ، وَتَمْسَحِينَهُ بِالنَّهَارِ، ثُمَّ قَالَتْ عِنْدَ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ [ص:293] أَبُو سَلَمَةَ، وَقَدْ جَعَلْتُ عَلَى عَيْنِي صَبْرًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟» فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ صَبْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ فِيهِ طِيبٌ، قَالَ: «إِنَّهُ يَشُبُّ الْوَجْهَ فَلَا تَجْعَلِيهِ إِلَّا بِاللَّيْلِ، وَتَنْزَعِينَهُ بِالنَّهَارِ، وَلَا تَمْتَشِطِي بِالطِّيبِ وَلَا بِالْحِنَّاءِ، فَإِنَّهُ خِضَابٌ»، قَالَتْ: قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمْتَشِطُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِالسِّدْرِ تُغَلِّفِينَ بِهِ رَأْسَكِ»
رجال السند:
- أحمد بن صالح, المصري, أبو جعفر بن الطبري, ثقة, حافظ.
- بن وهب, عبد الله بن وهب القرشي, أبو محمد المصري, ثقة, فقيه, حافظ, عابد.
- مخرمة, بن بكير بن الأشج, أبو المسور المدني, صدوق.
- أبيه, بكير بن عبد الله بن الأشج, أبو عبد الله المدني, ثقة.
- المغيرة بن الضحاك, الأسدي , المدني, مقبول.
- أم حكيم بنت أسيد, لا تعرف.
- أمها, لا تعرف.
شرح الحديث:
«وَكَانَتْ تَشْتَكِي عَيْنَيْهَا »أي: تشتكي من مرض في عينها.
«فَتَكْتَحِلُ بِالْجِلَاءِ »أي: تكتحل بالإثمد, لأجل التداوي وليس للزينة.
«قَالَ أَحْمَدُ: »يعني: بن صالح.
« الصَّوَابُ بِكُحْلِ الْجِلَاءِ »يعني: بكحل الإثمد.
« فَأَرْسَلَتْ مَوْلَاةً لَهَا »بعثت بجارية لها.
«إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ »زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
«فَسَأَلَتْهَا عَنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ »يعني: عن الإثمد يوضع في العين لمن تشتكي من عينها وكانت في عدة وفاة من زوجها.
«فَقَالَتْ: لَا تَكْتَحِلِي بِهِ »لأنها في العدة.
«إِلَّا مِنْ أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ »يعني: للضرورة.
«يَشْتَدُّ عَلَيْكِ» يعني: تخشى على نفسها الضرر.
«فَتَكْتَحِلِينَ »لها أن تكتحل للتداوي وليس للزينة.
«بِاللَّيْلِ» في فترة الليل.
«وتَمْسَحِينَهُ بِالنَّهَارِ »تزيلة من أطراف عينيها بالنهار حتى لا تظهر كالمتزينة.
«ثُمَّ قَالَتْ عِنْدَ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ [ص:293] أَبُو سَلَمَةَ »زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم, ثم خلفه عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
«وَقَدْ جَعَلْتُ عَلَى عَيْنِي صَبْرًا »اكتحلت بالصبر وهو عصارة شجرة مُر تداوى به العين.
«فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟» »يعني: لماذا اكتحلتي وأنت في عدة وفاة.
«فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ صَبْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ »يعني: إنما هو عصارة الصبر للتداوي وليس للزينة.
«لَيْسَ فِيهِ طِيبٌ »أي: ليس فيه رائحة عطرة.
«قَالَ: «إِنَّهُ يَشُبُّ الْوَجْهَ »أي: يلونه ويحسنه.
«فَلَا تَجْعَلِيهِ إِلَّا بِاللَّيْلِ »أي: لا تستخدميه إلا بالليل إذا اضطررت لذلك.
«وَتَنْزَعِينَهُ بِالنَّهَارِ »تمسحه بالنهار.
«وَلَا تَمْتَشِطِي »الامتشاط هو تسريح شعر الرأس.
«بِالطِّيبِ »بدهن مطيب.
«وَلَا بِالْحِنَّاءِ »لا تضع الحناء على رأسها.
«فَإِنَّهُ خِضَابٌ» أي: الحناء خضاب يستخدم للزينة والتجمل, والمعتدة لا تتزين.
« قَالَتْ: قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمْتَشِطُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ »يعني: إذا اردت أرجل شعري فماذا استخدم.
«قَالَ: «بِالسِّدْرِ » السدر منظف محضر من مسحوق ورق النبق لا رائحة عطرة له,وكذلك الصابون الذي لا رائحة عطرة له.
«تُغَلِّفِينَ بِهِ رَأْسَكِ»أي: تلطخين به رأسك, وتدخلينه في راسك ثم تغسلية بالماء وتمتشطين, ففيه أنه يجوز للمعتدة من وفاة زوجها أن تمتشط, وأن تغتسل, وأن تستخدم مادة لشعرها تسهل لها الامتشاط بشرط أن لا تكوه هذه المادة مطيبه.