2024/11/30
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - عَلَى عَهْدِهِ - يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ حَتَّى تَخْفِقَ رُؤُوسُهُمْ,

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ H - عَلَى عَهْدِهِ - يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ حَتَّى تَخْفِقَ رُؤُوسُهُمْ, ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.

وَأَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ.

تخريج الحديث:

حديث أنس: رواه أبو داود (200)، والدارقطني (1/131)، وإسناده صحيح، وأصله في صحيح مسلم (376) بلفظ: «كَان أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ H يَنَامُونَ، ثُمَّ يُصَلُّونَ، وَلَا يَتَوَضَّئُونَ».

فقه الحديث:

مسألة: النوم اليسير ينقض الوضوء([1]):

جمهور أهل العلم يرون أن الوضوء لا ينتقض إذا كان النوم خفيفًا، فقد كان الصحابة ينتظرون صلاة العشاء حتى يخرج النبي H وتخفق رؤوسهم أي: تميل الرؤوس دون الأجسام -، وهذا يحصل في حالة النعاس، ثم يصلون ولا يتوضئون أي: يقومون إلى الصلاة - إذا جاء النبي H ولا يتوضئون، ولو كان النعاس سببًا لانتقاض الوضوء لأمرهم النبي H بالوضوء قبل الصلاة، فسكوته وعدم إنكاره يكون إقرارا لهم.

وهذا الذي ذكره الجمهور هو الصحيح، وسواء نعس وهو جالس أو نعس وهو مضطجع، فهو مجرد رهقه وغفوة، فلو أحدث فإنه يشعر بذلك، لا سيما والنوم مظنة للحدث وليس حدثًا بذاته.

وأما النوم الكثير؛ فستأتي مسألته قريبًا.

 

([1]) انظر الأوسط (1/142)، المجموع شرح المهذب (2/17)، الاستذكار (2/70).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=399