وَعَنْ عَائِشَةَ J قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ H يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ, وَعَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ.
تخريج الحديث:
حديث عائشة: رواه مسلم (373)، وعلقه البخاري (1/541).
فقه الحديث:
لا خلاف بين أهل العلم على أن ذكر الله - ما عدا قراءة القرآن - مشروع، ولو كان الشخص على حدث. وأما قراءة القرآن؛ فعامة أهل العلم على جواز قراءة القرآن لمن كان على حدث أصغر، فقد كان رسول الله H
يذكر الله على كل أحيانه، فهذا عام يشمل ذكر الله من القرآن ومن غير القرآن.
وأما إذا كان على حدث أكبر ـ الجنابة أو الحيض ـ؛ فجمهور أهل العلم على أنه لا يجوز له أن يقرأ القرآن، وخالفهم جماعة من أهل العلم فقالوا: يجوز له أن يقرأ القرآن. وسيأتي الكلام على هذه المسألة في باب: (الغسل وحكم الجنب).
واستدل بعضهم بهذا الحديث على جواز مس القرآن لمن كان على حدث، لأن النبي H كان يقرأ القرآن على كل أحيانه، وهذا الاستدلال غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول: أن الأصل الجمع بين الأدلة، فحديث عمرو بن حزم يفهم منه: أن المحدث لا يمس القرآن. وحديث عائشة يفهم منه: أن المحدث يقرأ القرآن، فالأول يحمل على المس، والثاني يحمل على القراءة بدون المس.
الأمر الثاني: أن المراد بحديث عائشة قطعًا: أن النبي H كان
يذكر الله في كل أحيانه دون المس للمصحف، لأن النبي H كان رجلًا أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، لهذا لم يكن يقرأ من المصحف، وله كتبة يكتبون له القرآن، فإذا أراد أن يذكر ربه من القرآن قرأ من حفظه.
([1]) انظر المجموع شرح المهذب (2/69)، بداية المجتهد (1/43).