2024/12/21
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ, كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ, فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيلِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ L قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ H: «يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ, كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ, فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيلِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(377) 32- وَعَنْ عَلِيٍّ I قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ H: «أَوْتِرُوا يَا أَهْلُ الْقُرْآنَ, فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ.

تخريج الحديثين:

حديث عبد الله بن عمرو: رواه البخاري (1152)، ومسلم (1159).

حديث علي بن أبي طالب: رواه أحمد (1/110)، وأبو داود (1413)، والنسائي (3/228)، والترمذي (1453)، وابن ماجه (1169)، وإسناده حسن.

فقه الحديثين:

المسألة الأولى: المداومة على قيام الليل:

أجمع الفقهاء على استحباب المداومة على قيام الليل، فقد أمر النبي H به، والأمر به يدل على تأكده، وعلى الحث على المداومة عليه، فقال: «أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنَ». وأيضًا أن الله E يحب هذه العبادة، فكان الذي ينبغي المداومة على ما يحبه الله E، ففي الحديث: «فَإِنَّ اَللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ». وعاب النبي H على من ترك قيام الليل؛ فعن عبد الله بن عمر L أن النبي H قال له: «لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ مِنْ اَللَّيْلِ، فَتَرَكَ».

المسألة الثانية: أيهما الأفضل: سنة الفجر أم صلاة الوتر([1])؟

الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم: أن صلاة الوتر أفضل من صلاة سنة الفجر، فقد أمر الشرع بصلاة الوتر في أكثر من حديث، منها حديث علي I: «أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنَ»، وما كان مأمورًا به وإن لم يكن واجبًا؛ فهو مقدم على غيره من المستحبات، فالمستحب المأمور به مقدم على المستحب الذي ليس فيه إلا فعل النبي H.

ويرى بعض أهل العلم أن سنة الفجر أفضل من صلاة الوتر، ففيها من الأجر ما يدل على أنها أفضل من صلاة الفجر - كما سبق ذكره -.

 

([1]) فتح الباري (3/356)، الإنصاف (2/166)، الموسوعة الفقهية (25/277).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=596