2024/12/21
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ, بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ I قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ H إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ, بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ.

(471) 30- وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ عِنْدَ ابْنِ خُزَيْمَةَ.

تخريج الحديثين:

حديث ابن مسعود I: رواه الترمذي (509)، وإسناده ضعيف جدًّا، ففي سنده محمد بن فضل بن عطية، متهم بالكذب.

حديث البراء بن عازب: رواه البيهقي (3/198) من طريق ابن خزيمة، وقال ابن خزيمة عقبه: «هذا الخبر عندي معلول» اهـ، ولم أجده في صحيح ابن خزيمة، وقد جاء هذا الحديث مرسلًا دون ذكر البراء، رواه أبو داود في مراسيله (45)، وابن ماجه (1136)، وهو الصحيح.

فقه الحديثين:

المسألة الأولى: استقبال الخطيب للناس واستقبال الناس للخطيب([1]):

أجمع العلماء على أن الخطيب أثناء خطبته يستقبل بوجهه الحاضرين؛ لأنه يتحدث معهم، وهو مستحب عند جمهور العلماء، وقال بعضهم بوجوبه، والأقرب أنه مستحب، فلا دليل على وجوبه.

ولا خلاف بين أهل العلم أن الناس يستقبلون الخطيب أثناء خطبته، يستحب لهم ذلك، ففي حديث ابن مسعود والبراء L: «كَانَ رَسُولُ الله H إِذَا اسْتَوَى عَلَى المِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا»، وقد روى البيهقي (3/198) عن عدي بن ثابت V - وهو تابعي - أنه كان يستقبل الإمام في الخطبة ويقول: «رأيت أصحاب النبي H يفعلونه»، وإسناده صحيح.

وأيضًا هذا المناسب للمستمعين أن يتجهوا إلى جهة الإمام، ينظر إليهم وينظرون إليه.

المسألة الثانية: سلام الإمام على الناس إذا صعد المنبر([2]):

ذهب الشافعية والحنابلة وغيرهم إلى أنه يستحب للإمام إذا صعد على المنبر واستقبل الناس أن يسلم عليهم، وقد جاء عن النبي H أنه كان إذا صعد على المنبر يخطب سلّم على الناس، جاء من حديث جابر I عند ابن ماجه (1109)، ومن حديث ابن عمر L عند البيهقي (3/205)، ومن حديث عطاء والشعبي عن النبي H، رواه عبد الرزاق (3/192)، وكلها أسانيد ضعيفة، وقد صحح الألباني هذا الحديث بمجموع طرقه([3]).

وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة I في المسيء صلاته أنه دخل المسجد فسلم على رسول الله H ثم صلى، ورجع فسلم... فصلى ثانية ثم رجع وسلم، ففيه: استحباب تكرار السلام، ولو كان في مجلس واحد إذا حصل تحول من مكان إلى آخر، فكذلك هنا يسلم الإمام إذا دخل، وإذا صعد على المنبر، وهو الراجح، والله أعلم.

المسألة الثالثة: الخطبة على المنبر([4]):

لا خلاف بين أهل العلم أنه يستحب للخطيب إذا خطب يوم الجمعة أن يخطب على المنبر، فهذا الذي كان يفعله النبي H، وليس هذا واجبًا، فقد ثبت عن النبي H أنه كان إذا خطب صعد أو جلس على جذع الشجرة، وثبت عنه أنه خطب وهو على راحلته، فالسنة والأفضل أن يكون على المنبر، وهو الذي استقر عليه فعل رسول الله H.

 

([1]) المغني (3/172)، الأوسط (4/74)، فتح الباري لابن رجب (8/249)، السلسلة الصحيحة للألباني (2080).

([2]) الأوسط (4/63)، المغني (3/161)، المحلى [مسألة] (527).

([3]) السلسلة الصحيحة (5/106).

([4]) المجموع شرح المهذب (4/527)، الإنصاف (2/395).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=653