وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «صَلَّى حِينَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ».
(505) 06- وَعَنْ عَلِيٍّ مِثْلُ ذَلِكَ.
(506) 07- وَلَهُ: عَنْ جَابِرٍ I: «صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ».
(507) 08- وَلِأَبِي دَاوُدَ: عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «صَلَّى, فَرَكَعَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ, وَفَعَلَ فِي الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ».
تخريج الأحاديث:
حديث ابن عباس L: رواه مسلم (908) عن حبيب بن أبي ثابت عن طاووس عن ابن عباس، وحبيب مدلس ولم يصرح بالسماع من طاووس، وبهذا ضعف الحديث بعض الأئمة كابن حبان([1]) والبيهقي([2]) والألباني([3]).
حديث علي بن أبي طالب I: بمثل حديث ابن عباس L، فقد ذكره مسلم (6/189) بعد حديث ابن عباس مباشرة، ولم يذكر لفظه ولا سنده، وقد ذكر سنده الإمام أحمد في مسنده (1/143)، وفيه حنش بن ربيعة، ضعيف.
حديث جابر I: رواه مسلم (6/185)، وقد رواه أيضًا مسلم (3/183) من طريق أخرى عن جابر I فيه: «أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ»، وهذا هو المحفوظ، فهو الموافق لما جاء في الصحيحين عن جماعة من الصحابة، وحكم الألباني على قوله: «صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ» أنه شاذ([4]).
حديث أبي بن كعب: رواه أبو داود (1182)، والبيهقي (3/329) وغيرهما وفي سنده أبو جعفر الرازي سيء الحفظ فالسند ضعيف.
فقه الأحاديث:
جاء عن النبي H في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة أنه صلى الكسوف ركعتين، في كل ركعة ركوعان.
وجاء عنه H في صحيح مسلم من حديث جابر أنه صلى الكسوف ركعتين، في كل ركعة ثلاث ركوعات.
وجاء عنه H في صحيح مسلم – أيضًا - من حديث ابن عباس أنه صلى الكسوف ركعتين، في كل ركعة أربع ركوعات.
وجاء عنه H عند أبي داود وغيره من حديث أبي بن كعب أنه صلى الكسوف ركعتين، في كل ركعة خمس ركوعات.
وجاء عنه H عند أحمد (5/11)، وأبي داود (1184)، والنسائي (3/144) أنه صلى الكسوف ركعتين، في كل ركعة ركوع واحد. جاء هذا من حديث سمرة والنعمان بن بشير وقبيصة M، وأسانيدها ضعيفة.
وقد ذهب بعض أهل العلم منهم إسحاق بن راهويه وابن خزيمة وابن المنذر وابن حزم وأحمد في رواية إلى أن صلاة الكسوف لها كيفيات متعددة، فيعمل بكل ما صح منها، وهذا من باب تنوع العبادات.
وذهب غيرهم إلى أن صلاة الكسوف ليس لها إلا كيفية واحدة، وما عداها شاذ أو ضعيف السند، وذلك لأن النبي H لم يصلِّ الكسوف إلا مرة واحدة، ولم يثبت أن الكسوف حصل في زمنه أكثر من مرة.
وقد اختار الحنفية وبعض أهل العلم أن تصلى الكسوف ركعتان، في كل ركعة ركوع واحد، لأن هذ هو الأصل في الصلاة، فالأصل في الصلاة أن لكل ركعة ركوعًا واحدًا.
وقال جمهور أهل العلم: صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة ركوعان؛ لأن الأحاديث التي جاءت بذكر هذه الكيفية أصح وأكثر، وهو الراجح.
([1]) في صحيحه (7/98).
([2]) في سننه (3/327).
([3]) في الإرواء (660).
([4]) الإرواء (659).
([5]) المحلى [مسألة] (555)، المغني (3/329)، شرح مسلم (6/110)، فتح الباري (3/230).