وَعَنْ سَعْدٍ I: أَنَّ النَّبِيَّ H دَعَا فِي الِاسْتِسْقَاءِ: «اللَّهُمَّ جَلِّلْنَا سَحَابًا, كَثِيفًا, قَصِيفًا, دَلُوقًا, ضَحُوكًا, تُمْطِرُنَا مِنْهُ رَذَاذًا, قِطْقِطًا, سَجْلًا, يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ». رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي «صَحِيحِهِ».
تخريج الحديث:
حديث سعد بن أبي وقاص I: رواه أبو عوانة في صحيحه (2514)، وهو حديث موضوع، في سنده أبو محمد عبد الله بن محمد الأنصاري البلوي، وضاع كذاب، قال الذهبي: «روى عنه أبو عوانة في صحيحه في الاستسقاء خبرًا موضوعًا([1])»، وقال الحافظ ابن حجر: «أخرجه أبو عوانة بسند واه([2])».
فقه الحديث:
مما ثبت عنه H من الأدعية: قَوْلُهُ: «اَللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اَللَّهُمَّ أَغِثْنَا...» و«اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا»، وقَوْلُهُ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ»، وثبت عنه أنه H دعا في الاستسقاء بقوله: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ»، رواه أحمد (4/236)، وأبو داود (1168)، وابن ماجه (1270)، والبيهقي (3/355) وغيرهم عن جماعة من الصحابة عن النبي H.
ومعنى مريئًا: أي هنيئًا محمود العاقبة.
ومريعًا: أي خصبًا.
وأما الدعاء الذي جاء في حديث سعد بن أبي وقاص؛ ففيه ألفاظ غريبة كثيرة كما قال الحافظ ابن حجر([4]).
ومعنى قوله: (كثيفا) أي: متراكمًا. و(قصيفا) أي: رعده شديد. و(دلوقًا) أي: مندفعًا بشدة. و(ضحوكًا) أي: كثير البرق. و(رذاذًا قطقطًا) أي: مطرًا صغير الحجم لا يؤذي، لكنه دائم. و(سجلًا) أي: كثيرًا.
وهنالك أدعية أخرى في الاستسقاء نقلت عن النبي H وأسانيدها ضعيفة، والأمر من حيث الدعاء واسع، وليس توقيفيًّا، والأدعية النبوية أبرك وأفضل وأجمع.
([1]) ميزان الاعتدال (2/491).
([2]) تلخيص الحبير (2/99).
([3]) سبل السلام (2/168)، فتح ذي الجلال والإكرام (5/288).
([4]) تلخيص الحبير (2/99).