2024/12/22
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ, وَالْأَرْبَعَةُ.

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ L قَالَا: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ H: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ, وَالْأَرْبَعَةُ.

تخريج الحديث:

حديث أبي سعيد: رواه أحمد (3/3)، ومسلم (916)، وأبو داود (3117)، والنسائي (4/5)، والترمذي (976)، وابن ماجه (1445).

وحديث أبي هريرة I: رواه مسلم (917)، وابن ماجه (1444).

فقه الحديث:

مسألة: تلقين الميت لا إله إلا الله([1]):

يشرع تلقين المريض المحتضر قول: لا إله إلا الله؛ لما ثبت أن النبي H قال: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، والمقصود بمن يُلقن: المريض المحتضر. وعبر عنه بالميت باعتبار ما سيؤول وينتهي إليه قريبًا؛ لأن تلقين الميت متعذر.

والأمر بتلقينه للاستحباب وليس للوجوب عند جمهور أهل العلم، خلافًا للظاهرية، لأنه لا يجب على المحتضر قولها ما دام موحدًا في الأصل، فلا دليل على أمره بقول: لا إله إلا الله. وقد جاء في الصحيحين أن النبي H مات «فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى»، وإذا لم يجب على المحتضر قول: لا إله إلا الله، لم يجب بالتالي تلقينه هذه الكلمة.

ويستحب أن ينتقى الأسلوب المناسب في تلقينه، حتى لا يحصل منه رد فعل سيء، بل يتلطف معه ويدارى، فهو في حالة كربة شديدة.

ويكره الإكثار عليه بالتلقين حتى لا يتضجر ويضيق صدره، فلا يوالى في التلقين، وإنما بين حين وآخر، مع الحرص على أن يكون آخر كلامه قول: لا إله إلا الله.

ولا يستحب عند الجمهور أن يلقن الميت الشهادتين، وإنما يلقن لا إله
إلا الله فقط، فهذا ظاهر الحديث: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، ولأن من مكملات لا إله إلا الله: الاعتراف بأن محمدًا رسول الله، فمن قال: لا إله إلا الله فهم منه أنه يعمل بكل مقتضى لا إله إلا الله، ومن مقتضى لا إله إلا الله: الإيمان بأن محمدًا رسول الله.

 

([1]) شرح مسلم (6/194)، المجموع شرح المهذب (5/115)، المغني (3/363)، المحلى [مسألة] (595)، بداية المجتهد (1/225)، مجموع الفتاوى (24/297).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=700