وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ J قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ H عَلَى أَبِي سَلَمَةَ I وَقَدْ شُقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ, ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ, اتَّبَعَهُ الْبَصَرُ» فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ, فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ. فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُولُونَ». ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ, وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ, وَافْسِحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ, وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ, وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
تخريج الحديث:
حديث أم سلمة J: رواه مسلم (920).
فقه الحديث:
أجمع العلماء على استحباب تغميض عيني الميت عند الموت، فقد: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ H عَلَى أَبِي سَلَمَةَ I وَقَدْ شُقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ - أي: أغمض عينيه - ثم قال: إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ، اتَّبَعَهُ البَصَرُ»، أي: أن البصر ينظر إلى الروح عند قبضها إلى أين تذهب.
اتفق الفقهاء على أنه يستحب أن يشد لحياه بعصابة عريضة تشد من لحيه الأسفل وتربط فوق رأسه، حتى لا يقبح منظره، فيبقى فمه مفتوحًا، وهذا وإن لم يدل عليه دليل، لكن الفقهاء اتفقوا عليه والمصلحة منه ظاهرة.
يستحب إذا مات الميت أن يدعى عنده بالخير، فيدعا له بالمغفرة والرحمة وبتسهيل أمره، وبالاستغفار له، ويدعون لأنفسهم أيضًا بالخير، ولا ترتفع الأصوات ولا يدعون بالشر، فالملائكة تؤمن على دعائهم، فتقول: «آمين» أي: اللهم استجب.
ولما مات أبو سلمة ضج ناس من أهله – أي: ارتفعت أصواتهم - فقال النبي H: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنَّ المَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، ثم دعا H لأبي سلمة.
([1]) المحلى [مسألة] (596)، شرح مسلم (6/198).
([2]) الموسوعة الفقهية (39/414).
([3]) شرح مسلم (6/197)، أحكام الجنائز (ص/10).