2024/12/23
عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ, فَإِنَّهُ طَهُورٌ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ,

وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ L عَنِ النَّبِيِّ H قَالَ: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ, فَإِنَّهُ طَهُورٌ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.

تخريج الحديث:

حديث سلمان بن عامر I: رواه أحمد (4/17)، وأبو داود (2355)، والنسائي في الكبرى (3300)، والترمذي (965)، وابن ماجه (1699) وغيرهم، وفي سنده الرباب بنت صليع، مجهولة الحال.

فقه الحديث:

المسألة الأولى: ما يستحب أن يفطر عليه الصائم([1]):

جاء عن سلمان بن عامر I أن النبي H أمر الصائم أن يفطر أولًا على تمر، قال: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ»، فإذا لم يجد فأمره أن يفطر على ماء، وعلل بأنه طهور، أي: أنه ينظف المعدة.

وجاء عند أحمد (3/164)، وأبي داود (2356)، والترمذي (696) عن أنس I قال: «كَانَ النَّبِيُّ H يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»، وإسناده صحيح. وإلى العمل بحديث أنس I ذهب فقهاء المذاهب الأربعة فقالوا: يستحب للصائم أن يفطر قبل صلاة المغرب وبعد الغروب مباشرة برُطَب لأنها لينة سهلة، فإن لم يجد رطبات؛ فيستحب له أن يفطر على التمرات، وهي أقسى من الرطب، فإن لم يجد تمرات؛ فيستحب له أن يفطر بالماء.

المسألة الثانية: الدعاء عند الإفطار([2]):

المذكور في كتب المذاهب الأربعة: أنه يستحب للصائم أن يدعو عند الإفطار، فقد جاءت فيه أحاديث كلها في إسنادها ضعف، وأقوى ما روي فيه: ما جاء عن ابن عمر L أنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ H إِذَا أَفْطَرَ، قَالَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، رواه أبو داود (2357)، والنسائي في الكبرى (5/33) وغيرهما، وحسن إسناده الألباني([3])، وقد ذكر بعض شراح الحديث أن هذا يقال بعد الإفطار لا قبله، فهو ظاهر الحديث، فالظمأ يذهب والعروق تبتل بعد الإفطار لا قبله. وقال أكثر الشراح: إنه يقال قبل الإفطار لا بعده، وهو من باب ما سيحصل له بعد الإفطار كالتفاؤل.

 

([1]) المجموع شرح المهذب (6/362)، المغني (4/435)، فتح الباري (4/712)، زاد المعاد (2/51).

([2]) المجموع شرح المهذب (6/363)، المغني (4/438)، الإنصاف (3/332)، كتاب الدعاء، د/ خلود المهيزع (2/497).

([3]) في الإرواء (920).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=784