2024/12/23
عَنْ عائشة قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ, ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ عائشة قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ H إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ, ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

تخريج الحديث:

حديث عائشة J: رواه البخاري (233)، ومسلم (1173).

فقه الحديث:

مسألة: وقت الدخول إلى المعتكف والخروج منه([1]):

الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم: أن من أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان أنه يدخل المسجد للاعتكاف من ليلة واحد وعشرين، فلا يكون معتكفًا في هذه العشر كلها إلا باعتكاف أول ليلة منه، لا سيما وهي إحدى الليالي التي يلتَمَس فيها ليلة القدر، بل من أرجى الليالي - كما سيأتي -. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري I قال: «اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ H الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَخَطَبَنَا، وَقَالَ: إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ،... فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ H فَلْيَرْجِعْ»، فرجع النبي H إلى معتكفه بعد خطبته في صبيحة عشرين لأجل الاعتكاف في العشر الأواخر، وهذا يدل على أنه اعتكف ليلة إحدى وعشرين.

والجواب على حديث عائشة J: «كَانَ رَسُولُ الله H إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الفَجْرَ، ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ»: أنه يحمل على أحد أمرين:

الأول: أن معناه أنه اختلى بنفسه في المكان الذي أعده للاعتكاف بعد صلاة الصبح، وأما دخوله إلى المسجد فكان من أول الليل.

الثاني: أن يكون دخوله معتكفه صبيحة العشرين، قبل ليلة الحادي والعشرين، فليس في حديث عائشة J أنه كان يدخل معتكفه صبيحة إحدى وعشرين، وإنما ذكرت أنه كان يدخل المعتكف بعد صلاة الفجر، فلعله كان في صبيحة العشرين، ويكون هذا منه زيادة في البر والخير.

وينتهي الاعتكاف في العشر الأواخر بغروب شمس ليلة العيد كما قال الفقهاء، لأن هذه الليلة لليوم الذي بعدها، وليست لليوم الذي قبلها.

 

([1]) المجموع شرح المهذب (6/475، 492)، المغني (4/490)، المحلى مسألة (636)، بداية المجتهد (1/315)، الإنصاف (3/369).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=813