من يرى أن لبن الإبل ناقض وأراد غيره ممن يرى أنه ليس بناقض أن يؤم الناس، فهل الصلاة في حقه باطلة؛ لأنه يعتقد انتقاض الوضوء؟
صلاته خلفه صحيحة؛ لأنها من المسائل الاجتهادية، بل أكثر العلماء على أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وأما اللبن فالمشهور عند من قال بأن لحم الإبل ينقض الوضوء لا يرى بأن اللبن ينقضه؛ لأن الحديث إنما جاء في اللحم، ففي صحيح مسلم أن النبي ﷺ قيل له: أنتوضأ من لحم الإبل؟ قال: «نعم» واللبن لا يسمى لحمًا لا في اللغة ولا في العرف وهذا هو الأرجح، ومن اعتقد بأنه ينقض الوضوء كقول بعض أهل العلم فيصلي خلف من لا يعتقد ذلك؛ لأنها من المسائل الاجتهادية التي تغتفر فقد كان الصحابة يصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في مسائل من مسائل الوضوء أو مسائل الصلاة، والله أعلم.