كم المدة التي يجوز فيها القصر والجمع في الصلاة للمسافر؟
جمهور العلماء يُحددونها بأربعة أيام؛ لما في الصحيحين أن النبي ﷺ في حجة الوداع وصل إلى مكة في اليوم الرابع، وبقي يقصر الصلاة إلى اليوم الثامن، ثم توجه إلى منى، فلا شك أنه كان ناويًا للإقامة في مكة هذه المدة، ولا نعلم لو زاد عليها هل يقصر الصلاة أم يُتِم، ولولا هذا الحديث لكان المتوقع هو الإتمام؛ لأن المقيم ليس ضاربًا في الأرض، فلا يُزاد عليها. وما جاء أنه قَصَر في أكثر من هذه المدة كما في تبوك، وفتح مكة، فيُحمَل أنه كان مترددًا ولم يعزم على الإقامة. وإذا جاز القصر جاز الجمع عند جمهور العلماء، والأفضل عدم الجمع؛ لعدم وجود الحاجة إليه. وإذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام أتمَّ الصلاة، وأدى كل صلاة في وقتها.