لدي ثلاثة من الإخوة الذكور، وأنا وأخوتي عاطلين عن العمل، ولو وجدنا العمل لعملنا، ووالدنا يصرف علينا في المأكل والمشرب وغيرهما مما يلزم، ولكنه يريدنا أن نصرف على أنفسنا علما بأني وأخي الأكبر عازبان، وبسبب الظروف المادية لم نطالبه بتزويجه إيانا، ولدينا سيارة يمنعني والدي من الركوب عليها أو سواقتها و أنا بارٌ به، ومحسن إليه، وعند والدي لي دَين قدره ستمائة ألف ريال، وأنفذ كل ما يطلبه، ولكنه يفضل إخواني عليَّ في بعض الأشياء من باب أنه يعاندني، فتصيبني الحسرة الشديدة حتى كرهت أن خُلِقت، فما نصيحتكم؟
الواجب على الأب وعلى الأم العدل بين الأبناء، ولا يجوز المفاضلة بينهم بدون مبرر شرعي وبدون عذر؛ ففي الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم». فعلى الأب أن يتقي الله، ويعدل بين أولاده في كل شيئ؛ في العطايا، وفي المعاملة، وفي المخاطبة؛ وحتى لا يُسبب بين الأولاد العداوة والبغضاء، ولكي يحصل له البر من الجميع، ولا ينقِم عليه أحد من أولاده. وننصحك أنت بالصبر والتحمل، ودعاء الله سبحانه وتعالى أن يصلح والدك، وأن يجعله يصلح بينكم، ولا يُفرِّق فيما بينكم في المعاملة، ولا في العطايا، ولا في غيرها، مع الصبر منك، وأنت مأجور على هذا الصبر والتحمل.