عندي صديق لي كان من أهل السنة والجماعة، وفجأة بدأ بالقدح في ابن عثيمين؛ لأنه سمع فتوى له يقول فيها: تجب طاعة ولي الأمر وإن زنى وارتكب اللواط علنًا، فكيف أرد عليه؟ وهل أستمر في مجالسته أم أبتعد عنه؟
استمر في مجالسته، وانصحه بعدم القدح في العلماء؛ لأنهم حملة الشريعة، فإذا أخطأ أحدهم باجتهاد مع نية حسنة فهو مغفور له، وله أجرٌ على اجتهاده، فلا يصلح القدح فيه بسبب اجتهاده. وبيِّن له أن اعتقاد أهل السنة في الجملة أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم وأنه يطاع في غير معصية الله ولو كان فاسقًا أو ظالمًا؛ حتى لا تحصل الفتنة والفوضى والقتال بين المسلمين، وعلى هذا دلَّت الأدلة الشرعية، لكنه يُكرَه ويُبغَض بحسب مخالفته للشريعة، وبحسب فسقه وظلمه. فبيِّن له أن الكراهة والبغض له بسبب مخالفاته هذا شيئ، وأنه لا يخرج عليه ويطاع بالمعروف حتى لا تحصل الفتنة هذا شيئ آخر. ولا تنقل له تفاصيل الفسق كالذي نُقِل عن بعض المشايخ؛ لأن الناس ينفرون من ذلك ولا يتقبلونه، وقد ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال: «حدِّثوا الناس بما يعقلون؛ أتريدون أن يُكذَّب الله ورسوله؟».
