الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

فتاوى الشيخ

(المسألة عند الضرورة)

(المسألة عند الضرورة)
121

امرأة مات زوجها، ولها أربعة أولاد، وهي من تقوم بكفالتهم، ولا يوجد من يتعاون معها، وهي عفيفة جدًا، وأحيانًا لا تجد القوت الضروري لها ولأولادها، ولا يمكنها أن تعرض نفسها للسؤال؛ خوفًا من أن يأتي يوم القيامة وليس في وجهها مزعة لحم، فهل يجوز لها أن تسأل أهل الخير القوت الضروري لها ولأولادها؟

يجوز لها أن تسأل ما لابد منه ولا يُستغنى عنه وإن كانت المسألة محرمة، لكنها جائزة عند الضرورة؛ قال تعالى: ﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ [سورة الأنعام: 119]، وقال : «إِنَّ المَسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا، أَوْ فِي أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ»، وهو حديث صحيح. والأفضل أن لا تسأل أبدًا؛ توكلًا على الله، وثقة به، وعزة للنفس، وسلامة من المِنة والاحتقار، ولن يضيعها الله ولا أولادها، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [سورة الطلاق: 2-3]، وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ [سورة العنكبوت: 60]. وعليها الاجتهاد بدعاء الله سبحانه وتعالى أن يغنيها من فضله، وأن يغنيها من الفقر؛ فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اقض عنا الدَّين، وأغننا من الفقر» رواه مسلم.
121 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة