قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [سورة المائدة:6] لماذا لم يذكر الغسل بينما أننا لا نمسح، فنقوم بالغسل، وهذا مخالف للآية الكريمة، فهل نتبع كلام الله أم نتبع إجماع العلماء؟
كذلك في آخر الآية: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ [سورة المائدة:6] إذا نظرنا إلى التيمم فإنه اقتصر على الأعضاء التي ذكر فيها الغسل في الوضوء، ولم يشمل الأعضاء التي ذكر فيها المسح، فما توجيهكم؟
القراءة في ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [سورة المائدة:6] على أحدى القراءتين المتواترة بالنصب، وليست بالجر، فتكون معطوفة على قوله تعالى: ﴿وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [سورة المائدة:6]، وليست معطوفة على قوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ [سورة المائدة:6]؛ وإنما ذُكِرت بعد مسح الرأس لأجل الترتيب بين أعضاء الوضوء؛ فعلى هذا لا تعارض بين كلام الله تعالى وما انعقد عليه الإجماع من الغسل. وكان المطلوب من السائل الرجوع إلى كتب التفسير عند هذه الآية؛ ليعرف وجه الدلالة منها. وذكر المسح في التيمم للوجه واليدين لأجل التخفيف، ولسهولة المسح عليهما دون الرأس والقدم، وأيضًا هذا تشريع، والمطلوب أن نقول فيه: سمعنا وأطعنا، وله حِكَم، ومنها ما سبق ذكره.