هذه الطريقة كانت هي المشهورة والمتداولة بعد القرون الثلاثة، وقبل هذه الأزمنة الحديثة، وأما في هذه الأزمنة فقد غلب على التدريس توضيح المسائل والمشي على القول الذي يراه المدرس، أو الشيخ أنه أرجح دليلاً، لانتشار الجامعات والمعاهد المتبنية لذلك، وانتشار دور الحديث والمدارس التي يسير مشايخها على ذلك، مع استثقال طلاب العلم للطرق السابقة في التدريس، والنفرة منها لما كان يحصل احياناً من تعصب مذهبي، وشغفهم لمعرفة الدليل الشرعي، والسير عليه ومع عدم وجود المؤهلين والمتمكنين في معرفة القواعد والاجتهادات في مذهب معين، وصار المعلم والمتعلم يبحثون عن السهل ويستثقلون التعمق في فهم القواعد والضوابط والاجتهادات الخاصة بمذهب، وكثير من العوامل التي غيرت من طريقة التدريس وسببت في الرجوع إلى ما هو قريب من طريقة التدريس والتعلم التي كانت في القرون الثلاثة الأولى.