كيف نجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به) وبين قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا) وغير ذلك من النصوص التي فيها وعيد على الأعمال القلبية؟
الجمع بينهما أن أعمال القلوب يكفي في المؤاخذة عليها نية فعلها، ويحاسب عليها الإنسان ولو لم يتكلم أو يفعل، كالنفاق، والرياء، والحقد، والحسد، وسوء الظن، وحب الشر للآخرين، وأما ما ليس من الأعمال القلبية فلا بد من قول، أو عمل، كما لو نوى الزنا، أو شرب الخمر، أو الربا، أو الجناية على شخص، أو نوى الغيبة، أو النميمة.