ما قولكم لمن لا يقول بتلبُّس الجن بالإنس بحجة أن الجن كالملائكة عالم غيبي، وأن اعتقاد تلبُّسهم بالإنسان يخالف العقل، وأنه من التَّخلُّف في فهم الشعوب؟
اعتقاد أن الجن يتلبَّسون بالإنس لا يرفضه العقل، ولا يخل بالفهم الصحيح؛ فلهم قدرات وصفات لا توجد في الإنس، وللإنس قدرات وصفات لا توجد في الجن، ولو لم تأت أدلة لما صح إنكاره، فكم من كائنات حية تعيش في داخل جسم الإنسان كما يقرره الأطباء، وبعضه ربما أطول من الإنسان كالدودة الشريطية، فكيف وقد دل عليه الشرع والواقع؟! قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [سورة البقرة:275]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة ا «أنه كان يُصرَع من الجوع، فيأتي أحدهم، فيضع رجله على عنقه، فيظن بي جِنَّة وليس بي إلا الجوع». والواقع يدل عليه؛ فكم ممن يعاني من هذا المرض بقراءة القرآن عليه يظهر ما به من جِنَّة، وينطق، ويتحرك، وإذا أفاق لا يذكر من هذا شيئاً؟