الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

المقالات العامة

عَنِ ابْنِ عُمَرَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْعَرَبُ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ, وَالْمَوَالِي بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ, إِلَّا حَائِكٌ أَوْ حَجَّامٌ». رَوَاهُ الْحَاكِمُ,

عَنِ ابْنِ عُمَرَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْعَرَبُ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ, وَالْمَوَالِي بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ, إِلَّا حَائِكٌ أَوْ حَجَّامٌ». رَوَاهُ الْحَاكِمُ,
5

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْعَرَبُ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ, وَالْمَوَالِي بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ, إِلَّا حَائِكٌ أَوْ حَجَّامٌ». رَوَاهُ الْحَاكِمُ, وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ, وَاسْتَنْكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

(1010) 02- وَلَهُ شَاهِدٌ عِنْدَ الْبَزَّارِ: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ.

(1011) 03- وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ; أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ لَهَا: «انْكِحِي أُسَامَةَ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(1012) 04- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ: «يَا بَنِي بَيَاضَةَ, أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ, وَانْكِحُوا إِلَيْهِ». وَكَانَ حَجَّامًا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالْحَاكِمُ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ.

تخريج الأحاديث:

حديث ابن عمر L: رواه البيهقي (7/134) من طريق الحاكم، وفي إسناده راو مبهم، وعنعنة ابن جريج وهو مدلس، وقد استنكر الحديثَ أبو حاتم فقال: «هذا كذب لا أصل له»، وحكم عليه الألباني بالوضع([1])، وجاء من حديث عائشة J عند البيهقي (7/135)، وفي سنده متروك.

حديث معاذ I: رواه البزار في مسنده (2677)، وليس فيه: «إِلَّا حَائِكٌ أَوْ حَجَّامٌ»، وإسناده ضعيف، ففيه انقطاع، وفيه سليمان بن أبي الجون مجهول.

حديث فاطمة بنت قيس J: رواه مسلم (1480).

حديث أبي هريرة I: رواه أبو داود (2102)، والحاكم (2/164)، قال المصنف V: «بسند جيد»، وجاء مرسلًا، قال الدارقطني: «والمرسل أشبه»([2]) يعني أصح.

فقه الأحاديث:

مسألة: الكفاءة المعتبرة بين الزوجين في النكاح([3]):

أولًا: الدين.

عامة العلماء على أن الكفاءة بين الزوجين تعتبر في الدين، فالمشرك أو الفاسق أو الفاجر لا يكافئ المسلمة الصالحة العفيفة، قال D: ﴿ وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّ [البقرة: ٢٢١]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ ١٨ [السجدة: ١٨]، ولأن الفاسق أو الفاجر غير مأمون على النفس والمال، ناقص عند الله وعند خلقه.

ثانيًا: النسب والصنعة.

ذهب جمهور أهل العلم على اعتبار الكفاءة بالنسب والصنعة في النكاح.

واختلفوا في كيفية حصول الكفاءة في النسب؛ فالصحيح عند الشافعية، ورواية للحنابلة: أن بني هاشم لا يكافئهم إلا هاشمي، وأن قريشًا لا يكافئهم إلا قرشي، والعرب أكفاء لبعضهم، والعجم أكفاء لبعضهم، فقد روى الإمام مسلم (2276) عن واثلة بن الأسقع I أن رسول الله H قال:
«إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ».

وعند الحنفية، ووجه للشافعية: قريش أكفاء لبعضهم، والعرب أكفاء لبعضهم، والعجم أكفاء لبعضهم.

والصحيح عند الحنابلة: العرب أكفاء لبعضهم، والعجم أكفاء لبعضهم، لما جاء في الحديث: «العَرَبُ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ، وَالمَوَالِي بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ».

أما الصنعة؛ فأصحاب الحرف الممتهنة ليسوا أكفاء لبنات أصحاب الحرف الرفيعة، ففي الحديث: «إِلَّا حَائِكٌ أَوْ حَجَّامٌ» وواقع الناس يدل على اعتباره، فهم يفتخرون بشرف الحرفة، ويعيرون بالدنيء منها، ويرجع تحديد مستوى الحرف والصناعات إلى عرف أهل البلد.

وذهب جماعة من السلف، والإمام مالك والظاهرية، وبعض الشافعية، وابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله -: إلى عدم اعتبار الكفاءة في النسب، إنما الكفاءة في الدين فقط، فقد جاء في الكتاب والسنة ما يدل على عدم اعتبار الكفاءة في النسب، قال D: ﴿ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: ١٠]، وقوله سبحانه: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرٗا فَجَعَلَهُۥ نَسَبٗا وَصِهۡرٗا [الفرقان: ٥٤]، وروى الإمام أحمد (5/411) عن رجل من الصحابة قال رسول الله H: «لَا فَضْلَ لِعَرَبيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ،... إِلَّا بالتَّقْوَى... النَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ» وإسناده صحيح، وزوج النبي H ابنتيه L بعثمان ابن عفان I ولم يكن هاشميًّا، وزوج زيد بن حارثة I وهو مولى بزينب بنت جحش J وهي قرشية، وكانت ضباعة بنت الزبير L وهي هاشمية تحت المقداد بن الأسود I وهو كندي، وزوج فاطمة بنت قيس J وهي قرشية بأسامة بن زيد I وهو مولى. وقال: « يَا بَنِي بَيَاضَةِ، أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ وَكَانَ حَجَّامًا».

وحديث الاصطفاء لا يدل على الكفاءة بالنسب في النكاح، بدليل فعل رسول الله H وأصحابه في تزويج الهاشمية بقرشي وعربي، والقرشية بعربي، وإنما فيه أن الهاشمي له من الفضيلة ما ليس للقرشي، وللقرشي ما ليس للعربي، وبقية الأحاديث ضعيفة.

وهذا القول هو الراجح، واختاره علماء اللجنة الدائمة والألباني وابن عثيمين والوادعي - رحمهم الله -([4]).

تنبيه: من قال من أهل العلم بطلب الكفاءة في خصال زائدة على الدين، إنما ينظرون لها من ناحية الوضع الدنيوي، حتى لا يعرض الشخص نفسه لتعيير وانتقاص الآخرين، وأما المكانة والرفعة الحقيقية عند الله سبحانه؛ فهي في الدين فقط بإجماع أهل الإسلام.

 

([1]) الإرواء (1869).

([2]) العلل (9/288).

([3]) روضة الطالبين (5/424)، فتح باب العناية (2/42)، بداية المجتهد (2/16)، المغني (9/391)، المحلى مسألة (1867)، فتح الباري (5/158)، الإنصاف (8/105).

([4]) فتاوى اللجنة الدائمة (18/186)، فتاوى علماء البلد الحرام (1/457)، السلسلة الصحيحة (3/57).

5 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة