وَعَنْ جَابِرٍ  قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ  يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ, وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَفِي لَفْظِ الْبُخَارِيِّ: «وَرَخَّصَ».

تخريج الحديث:

حديث جابر I: رواه البخاري (5520)، ومسلم (1941).

فقه الحديث:

مسألة: أكل لحوم الحمر الأهلية⁽[1]⁾:

وتسمى بالحمر الإنسية.

الصحيح الذي عليه جمهور العلماء: أنه يحرم أكل لحوم الحمر الأهلية، فقد نهى النبي H يوم خيبر عن أكل لحومها.

وأما ما رواه أبو داود (3802)، والبيهقي (9/332) عن غالب بن أبجر قال: «أَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي شَيْءٌ أُطْعِمُ أَهْلِي إِلَّا شَيْءٌ مِنْ حُمُرٍ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ H حَرَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ H فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَتْنَا السَّنَةُ وَلَمْ يَكُنْ فِي مَالِي مَا أُطْعِمُ أَهْلِي إِلَّا سِمَانُ الْحُمُرِ، وَإِنَّكَ حَرَّمْتَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ»؛ فإسناده ضعيف، وعلى صحته؛ فيحمل على حالة الاضطرار، كما هو ظاهر من الحديث.

وما جاء في ]صحيح مسلم[ عن ابن عباس L قال: «إِنَّمَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ H مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ حَمُولَةَ النَّاسِ»؛ فهذا من فهمه، وعلى صحتها؛ فتكون علة للنهي، فلا يمنع من وجود علل أخرى لتحريم أكلها، ففي ]الصحيحين[ عن أنس I قال: إن رسول الله H، أمر مناديًا أن ينادي «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ».

فتحريم لحومها لعلل متعددة؛ لقلة الحمل، ولأنها رجس، وتأكل القاذورات.

وسيأتي الكلام على أكل لحوم الخيل والحمر الوحشية.