وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَهَادُوْا تَحَابُّوا». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي «الأَدَبِ الْمُفْرَدِ» وَأَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
(943) 10- وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «تَهَادَوْا, فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ». رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ.
(944) 11- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ L قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ H: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ! لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
تخريج الأحاديث:
حديث أبي هريرة I: رواه البخاري في «الأدب المفرد» (594)، وأبو يعلى (6148)، والبيهقي (6/169) بإسناد حسن([1]).
حديث أنس I: رواه البزار كما في «كشف الأستار» (2/394)، وفي سنده حميد بن حماد وعائذ بن شريح، فيهما ضعف، ويشهد له ما رواه أحمد (2/405) وغيره عن أبي هريرة I بنحوه، وفيه أبو معشر نجيح السندي، فيه ضعف، ويشهد له أيضًا حديث أبي هريرة I السابق، فحديث أنس I حسن لغيره.
حديث أبي هريرة I: رواه البخاري (2566)، ومسلم (1030).
فقه الأحاديث:
مسألة: فضل التهادي بين المسلمين([2]):
أجمع العلماء على استحباب التهادي بين المسلمين، ولو بالشيء اليسير، ففي الحديث: «تَهَادُوْا تَحَابُّوا»، أي: تحصل لكم بسببها المحبة والمودة، وفي الحديث الآخر: «تَهَادَوْا، فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ»، أي: تذهب الحقد والعداوة.
ولا يحتقر المهدى له الهدية مهما قلَّت، فقد قال رسول الله H: «يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ! لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ»، أي: ولو كانت ظلف شاة، ولأن النبي H قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ». رواه البخاري.
([1]) حسنه الألباني في الإرواء (1601).
([2]) المغني (8/280)، (الاستذكار (27/405)، فتح الباري (5/511)، الفقه الإسلامي (5/3982).