هل الرحم تأتي يوم القيامة بجوار العرش وتقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني؟ ومن هم الأرحام اللذين تجب زيارتهم ووردت الأدلة بالإحسان إليهم؟
جاء في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله»، وبهذا المعنى أحاديث في الصحيحين وفي غيرها، وصلة الرحم واجب بإجماع العلماء وقطيعته معصية، واختلف العلماء في الرحم التي يجب أن توصل فقيل: هي الرحم المحرم كالأم والبنت والأخت، والعمة والخالة، وبنت الأخ؛ لأن الصلة تحتاج إلى الكلام والمخالطة والزيارة، وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه عام بمن بينه وبينه رحم ولو لم يكن محرما، فتدخل فيه بنات العم وبنات الخال وبنات العمة وبنات الخالة وهكذا؛ لأنهم يشتركون في الرحم، ودليله ظاهر الأدلة فلم يأتي في الأدلة التقييد للرحم التي يجب وصلها بالمحرم فيبقى على عمومه، وتكون صلة الأرحام غير المحارم بالطريقة التي تؤمن فيها الفتنة ولا يقع الشخص بسببها في الحرج كأن يوصل السلام مع محارمها كأخيها أو يرسل بهدية عامة لها ولبقية إخوانها ولا يخصها بها، وكذلك من الصلة أن يعينها إذا طلبت العون وإذا مرضت يبلغ الدعاء والتفقد مع محارمها أو مع محارمه من النساء وكلٌ أدرى بالطريقة التي يسهل عليه أن يصل من كانت رحما وليست محرما وهذا القول الثاني أحوط والله أعلم .
